تعتبر الروح من أكثر المفاهيم غموضاً وإثارة للجدل عبر التاريخ الإنساني، فبينما تتفق الأديان على وجودها كجوهر غير مادي للحياة، يختلف المفهوم العلمي في تعريفها، بل ويشكك في وجودها. إليك استعراض لمفهوم الروح في خمسة من أكبر الديانات، بالإضافة إلى النظرة العلمية.
1. المسيحية
في المسيحية، الروح هي الجانب غير المادي من الإنسان الذي نفخه الله فيه، كما ورد في سفر التكوين "ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفساً حية". يؤمن المسيحيون بأن الروح خالدة، وعند الموت تفارق الجسد لتبقى حية. ويُنظر إلى الروح القدس على أنه روح الله الذي يرشد البشر ويجدد أرواحهم.
2. الإسلام
في الإسلام، الروح هي أمر إلهي لا يعلمه إلا الله، كما ورد في القرآن الكريم "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً". تُعتبر الروح مخلوقاً شريفا من الله، وتُنسب إليه في قوله "فإذا سويته ونفخت فيه من روحي". عند الموت، تفارق الروح الجسد وتذهب إلى عالم البرزخ في انتظار يوم القيامة.
3. الهندوسية
يعتقد الهندوس أن الروح، التي تُعرف باسم "أتمان" (Atman)، هي جوهر الإنسان الحقيقي والخالد. وهي جزء من الروح الكونية العليا التي تُعرف باسم "براهمان". يؤمن الهندوس بتناسخ الأرواح، حيث تنتقل الروح بعد الموت إلى جسد جديد بناءً على الكارما (الأعمال) التي قام بها الشخص في حياته السابقة.
4. البوذية
تختلف البوذية عن معظم الأديان في مفهوم الروح. فبدلاً من الإيمان بوجود روح خالدة، يركز البوذيون على مفهوم "اللا-روح" أو "أناتا" (Anatta). يرى البوذيون أن الكائن الحي هو اتحاد مؤقت لخمسة مكونات أساسية (الجسم، الأحاسيس، الإدراك، الكارما، والوعي)، وعند الموت تتفكك هذه المكونات. الهدف الأسمى في البوذية هو الوصول إلى "النيرفانا" (Nirvana)، وهي حالة التحرر النهائي من دورة الولادة والموت.
5. السيخية
تعتمد السيخية على مفهوم تناسخ الأرواح، حيث تنتقل الروح من جسد إلى آخر. يؤمن السيخ بأن الروح هي جزء من الإله الواحد، والهدف الأسمى هو التحرر من دورة التناسخ والاتحاد مع الإله.
المفهوم العلمي للروح
من منظور علمي، لا يوجد دليل مادي على وجود الروح. يرى علماء الأعصاب والبيولوجيا أن جميع الوظائف التي تُنسب إلى الروح، مثل الوعي، الذاكرة، العواطف، والشخصية، هي نتاج النشاط الكيميائي والكهربائي في الدماغ. يعتبر العلم الروح مفهوماً فلسفياً أو نفسياً، وليس كياناً مادياً قابلاً للقياس أو الدراسة.
تعليقات
إرسال تعليق