تُعد السيخية ديانة توحيدية فريدة من نوعها، نشأت في منطقة البنجاب بشبه القارة الهندية في القرن الخامس عشر الميلادي. أسسها المعلم الروحي جورو ناناك، وتستند على تعاليم عشرة معلمين (جورو) متعاقبين. تركز السيخية على الإيمان بإله واحد، وعلى مبادئ عالمية مثل المساواة بين جميع البشر، والعيش بكرامة، والخدمة المجتمعية الصادقة.
تاريخ السيخية ومبادئها الأساسية
بدأت السيخية كحركة إصلاحية، دعت إلى تجاوز الفروقات الطبقية والدينية التي كانت سائدة في ذلك الوقت. ومن أبرز مبادئها:
* وحدة الخالق: يؤمن السيخ بأن هناك إلهاً واحداً وخالقاً للكون، ليس له شكل ولا اسم محدد، ويجب عبادته بصدق وإخلاص.
* المساواة الإنسانية: من أهم تعاليم السيخية أن جميع البشر متساوون أمام الله. لا يوجد فرق بين رجل وامرأة، أو غني وفقير، أو أصحاب ديانات مختلفة. وتُجسد قاعات الطعام المجانية في المعابد السيخية (اللانجار) هذا المبدأ، حيث يتناول الجميع الطعام معاً دون تمييز.
* الحياة الصالحة: تُشجع السيخية على العمل الجاد لكسب الرزق بصدق (كيرت كارنا)، ومشاركة الثروة مع المحتاجين (واند شاكنا)، والتأمل في اسم الله (نام جابنا).
أركان الإيمان الخمسة (الـ 5 كاف)
تتميز السيخية بأركان إيمان خمسة، تُعرف اختصاراً بـ "الخمسة كاف" (The 5 Ks)، وهي رموز خارجية يلتزم بها السيخ المتدينون لتمثل انتمائهم والتزامهم بالعقيدة:
* كاش (Kesh): الشعر غير المقصوص، والذي يُعتبر رمزاً للقدسية والقوة الروحية.
* كانغا (Kangha): مشط خشبي يُستخدم للحفاظ على نظافة الشعر، ويرمز إلى الانضباط.
* كارا (Kara): سوار معدني (غالباً من الفولاذ) يُرتدى في المعصم، ويرمز إلى وحدة الله وعلاقة السيخي به.
* كاشيرا (Kachera): سروال قطني قصير، يرمز إلى العفة والنقاء.
* كيربان (Kirpan): سيف صغير يُرتدى كرمز لحماية المستضعفين والدفاع عن الحق، لا كأداة هجومية.
في الختام، تُقدم السيخية مساراً عملياً وعميقاً يجمع بين الإيمان والعمل الصالح، داعية أتباعها إلى حياة من العطاء والمساواة الروحية.
تعليقات
إرسال تعليق